كان عام 2022 عامًا تاريخيًا للدولار الأمريكي حيث عزز أداؤه مقابل كل العملات الرئيسية الأخرى تقريبًا إلى مستويات لم يشهدها منذ عقود، فرغم ما شهده العالم من أزمات مثل الأزمة الروسية الأوكرانية، قيود كوفيد-19، وتعطل سلاسل التوريد، إلا أنها مثلت أدوات قوة للدولار الأمريكي والذي أصبح وجهة مثالية لهجرة الأموال والاستثمارات من الأسواق الناشئة والنامية.
وقام الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بقوة خلال2022 في محاولة لمكافحة التضخم، وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أدء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات بأكثر من 8% خلال 2022، كما يظهر ذلك من شاشة أسعار أكسيا.
ومجاراةً لذلك، قامت البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم برفع أسعار الفائدة وتدخلت في أسعار الصرف الأجنبي للدفاع عن عملاتها أمام الدولار.
- الدولار / الين:
اخترق زوج الدولار/ين مستوى 150 في أكتوبر 2022 ، مسجلاً أعلى مستوى له في 32 عامًا بسبب العجز التجاري المتضخم في اليابان والموقف المتشائم لبنك اليابان، وأغلق زوج الدولار/ين في عام 2022 مرتفعا بنسبة 13.91% كما تظهر في شاشة Axia.
- الاسترليني / دولار:
انخفض الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له على الإطلاق أمام الدولار عند 1.035 بعد أن أعلنت إدارة ليز تراس عن سلسلة من التخفيضات الضريبية مما دفع المتداولين للتخلي عن الجنيه الإسترليني خوفا من تلك السياسة المالية غير المحسوبة. إلا أنه عاد
للتعافي منذ تنحيها وتولى ريشي سوناك.
- اليورو / دولار:
في عام 2022 ، تراجع اليورو بنسبة تصل إلى 6% مقابل الدولار حيث أدى ضعف النمو في منطقة اليورو، والحرب في أوكرانيا وما تبعها من أزمة في إمدادت الطاقة، وتشديد السياسة النقدية الأمريكية إلى وضع اليورو تحت ضغوط قوية.
هل ستستمر قوة الدولار في عام 2023؟
تتجه بعض التوقعات إلى أن الدولار الأمريكي سوف يشهد حالة من الضعف خلال العام الجديد 2023، وخاصة إذا أقنعت مؤشرات التباطؤ في الاقتصاد الأمريكي الاحتياطي الفيدرالي بأن يتخلى عن سياسته التشديدية بعض الشئ أو يخفف منها حتى لا تكون سببا في جر الاقتصادي إلى منزلق الركود.
وبحسب ما أظهرت مؤشرات الاقتصاد الأمريكي الأخيرة والمتمثلة في مؤشري مديري المشتريات الخدمي ومؤشر مديري المشتريات الصناعي – إذ أن كلا المؤشرين قد سجل قراءة أدنى من 50 نقطة- فإنها تعكس بدايات ظهور الانكماش في قطاعات الإنتاج الأمريكية بالفعل.
وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك توقعات معاكسة تماما تجادل بأن الدولار سوف يعاود الصعود مستندة إلى أن الاحتياطي الأمريكي يولي اهتماما أكبر لأوضاع سوق العمل الأمريكي، إذ يرى بأن قوة الإنفاق الاستهلاكي المرتفعة الحالية هي العامل الأقوى المحرك لمعدلات التضخم، وبحسب بيانات سوق العمل؛ فإن الوضع لايزال في حالة مستقرة بل ولايزال معدل النمو في الأجور مرتفع بسبب بعض القيود في جانب عرض العمل.
ومع المخاوف الحالية من الاستمرار في رفع أسعار الفائدة واحتمالات الدخول في ركود، فإن تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي وعلى رأسهم جيروم باول تشير وتؤكد فكرة استمرار الفيدرالي في طريق التشديد النقدي مع اعترافه بأن هناك مخاطر حقيقية من الدخول في ركود وحدوث فقد العديد من المواطنين لوظائفهم. وربما كان هذا هو السبب الأقوى وراء بدء العديد من الشركات الأمريكية في الإعلان عن تخفيضات منتظرة في حجم الوظائف الحالية لديهم.
كيف يمكن تداول الدولار الأمريكي؟
هناك العديد من طرق التداول في سوق الفوركس بشكل عام، حيث يمكن تداول العملات في السوق الفورية، كما يشيع بين المتداولين طريقة التداول عبر العقود الآجلة وأيضا عبر العقود مقابل الفروقات CFDs.